تمكن المستكبر من استضعافه : (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ. قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ) (٤٠ : ٤٨) ـ (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) (١٤ : ٢١).
فالمستضعف الضعيف في نفسه مقصرا هو المحكوم عليه بما قصر ، دون القاصر مهما كان له تقصير مّا أم لم يكن له تقصير :
(إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) ٩٨.
فالمكلفون من المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا للمهاجرة عن دار المستكبرين ، هم ليسوا من الموعودين بالعذاب.
وعلّ الاستثناء هنا منقطع حيث الماضون (قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) ولم يكونوا في الحق مستضعفين ، بل كانوا ضعفاء في أنفسهم مقصرين في ضعفهم.
أم هو متصل حيث المستضعف بين مقصّر في استضعافه وقاصر ، فالأولون هم المقصرون والآخرون قاصرون.
ثم (لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) هما متوافقان في عذر القصور ، ومتفارقان في أن «حيلة» هي العملية السرية للفرار عن دار المستكبرين ، فإنها من أصل الحيلولة بين أمرين وغلب استعمالها في الحيلولة الخفية.
فهم لا يستطيعون حيلة للحيلولة بينهم وبين أنفسهم ، فرارا الى أرض