فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) (١٠٣)
هذه الآيات الثلاث تتحدث عن صفة الخوف تنزيلا وعن صلاة السفر تأويلا ، فمهما كان الأصل في الصلاة إقامتها بكمّها وكيفها كاملة شاملة إلّا أن الأعذار المطيقة تسمح بالقصر منها كما هنا وفي آية البقرة : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) (٢٣٩).
وقضية الخوف حالة الصلاة من عدو غادر محتال مغتال ، أنها تختلف بشأن القصر من كيف الصلاة وكمها ، ففي فرادي الصلاة هي القصر من الركوع والسجود (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) إيمانا لها أو انحناء قدر المستطاع ـ كما (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا).
وقد تعني «أن تقصروا» هنا كلا القصرين في الموردين ، وقد صرح بالثاني وهو القصر جماعة في ثانية الآيتين : (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ).
فهناك قصر من الصلاة في كيفها دون كمها ، وهنا قصر منها في كمها دون كيفها قضية اختلاف الظرفين الضروريين ، وقد يقصر من كمها وكيفها كما في صلاة الغرقى والمهدوم عليهم ، والضرورات تقدر بقدرها.
ف (أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) قد تشمل مثلث القصر إلى مثناه ومثناه إلى