(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) (١٢٣).
هنالك أماني شيطانية مكشوفة بصورة رسمية لعباد الشيطان بما يسوّله لهم ، ثم هنا أماني مغطّاة بغطاءات كتابية من شرعة الله ، فأهل كل شرعة له أمنية الإختصاص برحمة الله بمجرد انتسابه إلى تلك الشرعة ، وكأنها دون شروط سياج عن كافة العقبات والعقوبات ، فعمل السوء ـ إذا ـ لا يسيء إليه بسناد ذلك السياج.
وهنا الله يستأصل هذه الأماني من مسلمين وسواهم من كتابيين وسواهم ، أن «ليس» الجزاء واللّاجزاء (بِأَمانِيِّكُمْ) لأنكم مسلمون (وَلا أَمانِيِّ
__________________
ـ فأصبح بتبوك فحمد الله واثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد فإن اصدق الحديث ... وخير الأمور عوازمها وشر الأمور محدثاتها وأحسن الهدى هدى الأنبياء وأشرف الموت قتل الشهداء وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى وخير العلم ما نفع وخير الهدى ما اتبع وشر العمى عمى القلب واليد العليا خير من اليد السفلى وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وشر المعذرة حين يحضر الموت وشر الندامة يوم القيامة ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا وأعظم الخطايا اللسان الكذوب وخير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل وخير ما وقر في القلوب اليقين والارتياب من الكفر والنياحة من عمل الجاهلية والغلول من جثاء جهنم والكنز كي من النار والشعر من مزامير إبليس والخمر جماع الإثم والنساء حبالة الشيطان والشباب شعبة من الجنون وشر المكاسب كسب الربا وشر المآكل أكل مال اليتيم والسعيد من وعظ بغيره والشقي من شقي في بطن أمه وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع والأمر بالآخرة وملاك العمل خواتمه وشر الروايا روايا الكذب وكل ما هو آت قريب وسباب المؤمن فسوق وقتال المؤمن كفر وأكل لحمه من معصية الله وحرمة ماله كحرمة دمه ومن يتأل على الله يكذبه ومن يغفر يغفر له ومن يغضب يغضب الله عنه ومن يكظم الغيظ يأجره الله ومن يصبر على الرزية يعوضه الله ومن يتبع السمعة يسمع الله به ومن يصبر يضعف الله له ومن يعص الله يعذبه الله اللهم اغفر لي ولأمتي قالها ثلاثا استغفر الله لي ولكم.