الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً) (٧٤ : ٣١) (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً) (٤٨ : ٤).
هنا الذين آمنوا بألسنتهم ولمّا يؤمنوا بقلوبهم (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٤٩ : ١٤) و (الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) ومنهم المنافقون ، والذين آمنوا ببعض وهم كافرون ببعض وهكذا ، كل أولاء داخلون تحت الخطاب أن «آمنوا» تكميلا لساحة الإيمان وتجميلا لسماحته.
ولقد قال الله في خصوص المؤمنين بهذه الرسالة السامية (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (٥ : ٩٣).
وقد تعني الآية عشرة كاملة من وجوه الإيمان بعد الإيمان حيث الجمع أجمع (١).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) ١٣٧.
هنا عرض لأردء الارتدادات عن الإيمان ، كفر مرتين بعد مرتي الإيمان ، وازدياد كفر بعد الثانية ، جريمة نكراء بحق الإيمان والمؤمنين حيث تزعزع بسطاءهم وترددهم في إيمانهم ، فهم من المتآمرين على حق الإيمان ، المؤتمرين
__________________
(١). «آمنوا صوريا آمنوا حقيقا» ٢ «آمنوا بالله آمنوا برسل الله وكتبه» ٣ «آمنوا ناقصا آمنوا كاملا» ٤ «آمنوا في أية درجة كملوا الإيمان بدرجاته» ٥ «آمنوا في الماضي آمنوا في المستقبل وقد تؤيده «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا» ٦ «آمنوا تقليديا آمنوا ببرهان» ٧ «آمنوا بالأدلة الإجمالية آمنوا بالأدلة التفصيلية» ٨ «آمنوا بالله وبعض الرسل والكتب آمنوا بجميع الرسل والكتب» ٩ «آمنوا بالتوراة آمنوا بالقرآن والإنجيل» ١٠ «آمنوا بالإنجيل آمنوا بالقرآن والتوراة».