الخطاب القرآني ناسبا ذلك الإختصاص إلى اهل بيت القرآن وهم براء عن هذه النسبة الجاهلة (١) و «السكر اربع سكرات سكر الشراب وسكر المال وسكر النوم وسكر الملك» (٢) فأي سكر من هذه الأربع وسواها ، لا تعلم فيها ما تقول هي مانعة عن الصلاة (حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) ، مهما كان المحرم ـ فقط ـ هو سكر الخمر واللهو.
ثم ترى (وَأَنْتُمْ سُكارى) تختص بسكر الخمر أم تختص بسواه ، أم تعم كل سكر؟ طليق «سكارى» وحتى (تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) يعم كل سكر لا يعلم صاحبه ما يقول.
فما على النعسان ولا له أن يصلي حتى يعلم ما يقول وكما عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف فلينم
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٤٨٣ في تفسير العياشي عن الحلبي قال : سألته عن قول الله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ ...) قال : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى يعني سكر النوم ، يقول : وبكم نعاس يمنعكم أن تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم وليس كما يصف كثير من الناس يزعمون أن المؤمنين يسكرون من الشراب والمؤمن لا يشرب مسكرا ولا يسكر وفيه عن العلل بسند متصل عن زرارة عن أبي جعفر (عليهما السّلام) وذكر حديثا طويلا وفيه يقول : لا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا فإنها من خلال النفاق وقد نهى الله عز وجل المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعني من النوم» وفي الكافي مثله عن أبي عبد الله (عليه السّلام).
وأقول : الصحيح «منه سكر النوم» كما سبق عن الباقر (عليه السّلام) فالرواية الحاصرة للسكر بغير الخمر أم بسكر النوم ، رواية خاسرة ساكرة تعارض طليق الآية ، والمفسرة له بسكر النوم تفسيره بالمصداق الخفي.
(٢) الدر المنثور ٢ : ١٦٥ ـ أخرج البخاري عن أنس قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ...
وفي نور الثقلين ١ : ٤٨٣ عن الفقيه روى زكريا النقاص عن أبي جعفر (عليهما السّلام) في الآية قال : «منه سكر النوم» أقول : إذا لا يعلم ما يقول فصلاته ممنوعة وإذا يعلم وهو كسلان ـ