والصحيح أن الخطاب موجه إلى الأمم الحاضرة وإلى يوم الدين ، نبهة على أن شرعة كلّ تختص بردح خاص من الزمن ، فليؤمنوا كلهم بهذه الشرعة القرآنية المهيمنة على السالفة ، دون جمود على شرائعهم المجعولة كلّ منها لردح خاص من الزمن.
فالأمم الكتابية الخمس ، وهم كافة المكلفين في الأدوار لخمسة الرسالية ، لكلّ جعل الله شرعة ومنهاجا ، ولو شاء الله لجعلهم كلهم منذ آدم إلى يوم الدين أمة واحدة لهذه الشرعة القرآنية الجامعة لها كلها ، ولكن ليبلوكم فيما آتاكم من الشرائع.
هذا وليست صدفة غير قاصدة توافق عديد النص في مختلف صيغ : «الناس» ال ٢٤١ مرة و «الإنسان» ٦٥ و «الإنس» ١٨ و «أناس» ٥ و «أناسي» ١ و «انسيّا» ١ و «بشر» ٢٦ و «بشرا» ١٠ و «بشرين» ١ ـ والجمع (٣٦٨) مرة ، مع مختلف النصوص في الرسل فانها ايضا (٣٦٨) مرة!.
والشرعة هي الأحكام الأصيلة الشارعة إلى الدين الواحد ، تحملها كتاب الوحي لولي العزم الرسولي ، والمنهاج يحمل السنة المنهجية الهامشية الشارحة للشرعة ، فلكل صاحب شرعة بيان رسالي بما أراه الله على ضوء كتاب وحيه الأصيل فالشرعة والمنهاج سبيل وسنة(١).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٦٣٩ في أصول الكافي بسند متصل عن أبي جعفر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه (ع) فلما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل منهم شرعة ومنهاجا وقال الله لمحمد (ص) : إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ، وأمر كل نبي بالأخذ بالسبيل والسنة وكان من السبيل والسنة التي امر الله عزّ وجل بها موسى (ع) «ان جعل عليهم السبت» وفيه عن علل الشرائع حنان بن سدير قال قلت لأبي عبد الله (ع) لأي علة لم يسعنا إلّا أن نعرف كل امام بعد النبي (ص) ويسعنا ان لا نعرف كل امام قبل النبي (ص)؟ قال : لاختلاف الشرائع.