فالسبيل هي أصل الشرعة وهي كتاب الوحي الأصيل ، والمنهاج هو الرسول بسنته ، وذلك المثلث يشكل هندسة الشرعة ، فمادة الدعوة الأصيلة الشرعة هي رأس الزاوية ، والداعية الرسولية بسنته الشارحة هما الزاويتان الأخريان.
فليس في ميادين الدين الخمسة إلّا شرعة ومنهاج ، وأما الطريقة المختلقة ادعاء أنها باطن الشرعة والمنهاج ، فهي خارجة عن الشرعة والمنهاج ، فإنهما هما الكافلان لبيان الدين المتين دون حاجة إلى اختلاق طريقة أو شرعة أو منهاج مختلقة ، ويكأن الله قصر أو قصّر في تبين الدين فاحتاج إلى اختلاق طريقة هي أعمق من شرعة الدين ومنهاجه! ولا سيما الطريقة التي تجتاح الشريعة زعم انها قشور غير محتاج إليها لأهل الطريقة!.
أجل وليست كل شرعة ربانية إلّا شرعة من الدين : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ) وشريعة من الأمر : (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٤٥ : ١٨).
إذا فالدين : الطاعة ، والدين : الأمر ، واحد لا اختلاف فيه أصليا ، فإنما الشرائع إلى الدين قد تختلف شكليا وابتلائيا ، فالواجبات الأصلية كما المحرمات الأصلية وأصول الدين كلها ثابتة كضابطة في شرايع الدين كلها ، فإنما الاختلاف في الشكليات ابتلاء وامتحانا :
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) في الشرعة والمنهاج كما أنتم امة واحدة في أصل الدين ، فقد كان من الممكن أن يشرع الله شرعة واحدة للدين ويفرضها على كل المكلفين منذ البداية إلى يوم الدين ، ولكي لا يختلفوا ويحتاروا : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ...) (١١ : ١١٨) فالاختلاف