الألوهية فيه بتجافي الإله عن لاهوته إلى ناسوت جسم المسيح (ع).
ذلك وحين يصدق النصارى ان المسيح (ع) كان أعبد أهل زمانه كما في تصاريح انجيلية ، فهنا التساءل : من ذا الذي كان يعبده المسيح (ع) هل هو نفسه أنه كان يعبد نفسه ، أم غيره فذلك الغير هو الله فهو ـ إذا ـ عابد مألوه.
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) (٧٧):
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً. لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً) (٤ : ١٧٢) ـ (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ. اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (١٠ : ٣٠ ـ ٣١).
والغلو أيا كان هو تجاوز الحد المعتدل عقليا أو شرعيا أو عرفيا ، تجاوزا إلى الإفراط كما هو المعني في الأغلب منه ، أم إلى حد التفريط ، وهو تخلف عن الحد صعودا عنه أم نزولا ، وقد يروى عن النبي (ص) أنه قال : «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك ـ هلك ـ من كان قبلكم الغلو ـ بالغلو ـ في الدين» (١) و «صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام
__________________
(١) ن مناسك ٢١٧ ـ جد مناسك ٦٣ ـ حم ٢١٥٢١ ، ٣٤٧.