لشرعة الله في سلطات زمنية أو روحية لا تدور حيث ما دار القرآن.
والأمر والنهي هما على كاهل الربانيين الصالحين العارفين ، فمن حديث الرسول (ص): «ما بال أقوام لا يعلّمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطّنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم ، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطنون ..» (١) و «إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة
__________________
ـ وكانوا يعتدون والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم ليدعون خياركم فلا يستجاب لكم ، والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم فلتأطرنّه عليه أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض.»
(١) المصدر (٣٠١) أخرج ابن راهويه والبخاري في الوحدانيات وابن السكن وابن منده والبارودي في معرفة الصحابة والطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن ابن ابزى عن أبيه قال : خطب رسول الله (ص) فحمد الله واثنى عليه ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيرا ثم قال : ما بال أقوام ... والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانه أو ليتفقهن أو ليفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا ثم نزل فدخل بيته فقال اصحاب رسول الله (ص) من يعنى بهذا الكلام إلّا الأشعريين فقهاء علماء ولهم جيران من أهل المياه جفاة جهلة ، فاجتمع جماعة من الأشعريين فدخلوا على النبي (ص) فقال : ذكرت طوائف من المسلمين بخير وذكرتنا بشر فما بالنا؟ فقال رسول الله (ص) : «لتعلمن جيرانكم ولتفقهنهم ولتأمرنهم ولتنهونهم أو لأعاجلنكم بالعقوبة في دار الدنيا ، فقالوا : يا رسول الله (ص) فأما إذن فأمهلنا سنة ففي سنة ما تعلمه ويتعلمون فأمهلهم سنة ثم قرأ رسول الله (ص) : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ. كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) وفيه عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله (ص) قال : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن ان يبعث الله عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنّه فلا يستجيب لكم ، وفيه أخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (ص): من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ـ