وهذا درس للمسلمين في ضرورة اعتصامهم بحبل الله جميعا ، كفاحا صارما في كل ميادين النضال بين الكفر والإيمان.
(وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ)(٨١) :
وترى «النبي» هنا هو نبينا؟ والقضية الأولى للإيمان به وما أنزل إليه هي ولاية المؤمنين به حيث (الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ)! أم هو «النبي» الذي به يعتقدون ـ على حدّ دعواهم ـ؟ والإيمان به يصونهم ـ لأقل تقدير ـ عن اتخاذ المشركين أولياء فإنه القضية الأولى للإيمان الكتابي!.
وقد يعني «لو كانوا» إلى ذلك المعني «لو كانوا» هؤلاء الكفار الذين اتخذوهم هؤلاء أولياء (لَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ) محمد (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ) كما المسلمون (مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ) لانطباعهم على الكفر ، فهم يحيدون عن الإيمان والمؤمنين بالله ، وتصديق ذلك العداء العارم على المؤمنين المسلمين :
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)(٨٢) :
هنا يقتسم الناس وجاه الذين آمنوا إلى ثلاث ، فالنسناس منهم هم (أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا) من اليهود والمشركين ، إخوان اثنان في ذلك الأشد بأشدّه ، والناس منهم وهم (أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا ـ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) حين قال المسيح (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (٣ : ٥٢) ف (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ