إلى هذا يصلي على علج نصراني حبشي لم يره قط وليس على دينه فأنزل الله هذه الآية (١).
ولقد كان من كتاب رسول الله (ص) إلى النجاشي حين بعث وفده إلى الحبشة : «بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم صاحب حبشة ، سلام عليك ، إني أحمد إليك الله الملك القدوس المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه فيه وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له ، والموالاة على طاعته وأن تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني فإني رسول الله قد بعثت إليكم ابن عمي جعفر بن أبي طالب معه نفر من المسلمين فإذا جاءوك فأقرهم ودع التجبر فإني أدعوك وجيرتك إلى الله تعالى وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي والسلام على من اتبع الهدى.
(وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ)(٨٤) :
__________________
(١) بحار الأنوار ١٨ : ٤١١ عن الطبرسي قيل نزلت (إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ..) في النجاشي ملك الحبشة واسمه اصحمة وهو بالعربية عطية وذلك انه لما مات نعاه جبرائيل لرسول الله (ص) في اليوم الذي مات فيه فقال رسول الله (ص) : أخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم ، قالوا : ومن هو؟ قال : النجاشي ، فخرج رسول الله (ص) الى البقيع وكشف له من المدينة الى ارض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه ، فقال المنافقون ... وقيل : نزلت في جماعة من اليهود كانوا اسلموا منهم عبد الله بن سلام ومن معه عن ابن جريح وابن زيد وابن إسحاق ، وقيل : نزلت في مؤمني اهل الكتاب كلهم.
أقول : هذا الأخير هو الأصح إذ (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ ... وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) مهما كانت النصارى اقرب ايمانا ـ