اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩٦))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ)(٨٨) :
هذه ، و (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (٧ : ٣٢) هاتان الآيتان تعدّلان إفراط التقشّف المتسرّب من رهبنة النصارى ، المترسب في البعض من المسلمين ، والتحريم هذا يشمل مثلثه : تحريما تشريعيا أم شخصيا على نفسه أم على غيره ، والأخيران هما تحريمان عمليان.
و (طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) قد تعني غير المباحات والمرجوحات ، فالمحرمات خارجة عما (أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) فتبقى الواجبات والمستحبات وتحريمهما تشريعيا أم بنذر أو عهد أو يمين تحريم لطيبات ما أحل الله ، وأمّا أن تحرّم على نفسك مرجوحا أم ومباحا في تركه رجاحة ، بحلف وشبهه فلا يدخل في نطاق التحريم فإنهما ليسا من الطيبات مهما كانا مما أحل الله ، وليست الرهبنة المنهية إلّا تحريم الراجحات واجبة أو مندوبة.
وقد يشمل تحريم طيبات ما أحل الله إضافة إلى التشريعي منه والعملي ان يعتقد في حرمة محلل أو يفتي به أو يعامله معاملة المحرم ، أو أن يخلط الحلال بالحرام دون تميز فيحرم ـ إذا ـ الحلال ، فالنهي إذا يشمل كل مراحل التحريم دونما استثناء.
وما توصيف البعض ب «رهبانا» امتداحا لهم طليقا ، فإنما هو امتداح أمام المتورطين في اللذوذ المادية وجمع الأموال من اليهود ، ويؤيد ذلك