السامية فاجعلوها في سباقاتكم السابغة ، حيث الجمود على شرعة سابقة منسوخة هو شر حيث يتخلف عن شرعته الحاضرة المحكمة.
صحيح أن كل شرعة في زمنها الخاص خير ، ولكنها بعد نسخها ليس خيرا ، إلّا النقلة إلى ناسخها لمكان التسليم الطليق لله.
ذلك ، و (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) أيها المتشرعون المختلفون ، إلى إله واحد شرع لكم كل شرعة من الخمس (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) إنباء علميا صارما بعد ما تجاهلتم في أولاكم ، ثم إنباء عملي بعقوبات تستحقونها (بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).
(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) : بادروا فعل الخيرات إن كنتم على غير أمان من حضور الأجل وتضييق الأمل ، وذلك يشبه سباق الخيل فإن كل واحد من فرسانها يشاحّ غيره على بلوغ الغاية المقصودة وينافسه في الإسراع إلى البغية المطلوبة.
وإن شرائع الله كلها خيرات ، وفي كل شرعة خيرات وخيرات ، ولمكان التفاضل في هذه الخيرات ، على الخيّرين أن يستبقوا الخيرات ، لا أن يستبقوا خيرا يجمدون عليه وقد نسخ في شرعة الله ، أم فيها خير منه ، وهكذا نجد الله تعالى يستقطب مساعينا كلنا بكلها للحصول على أفضل الخيرات ، فالبقاء على خير وهنا خير منه شر ، والبقاء على خير منسوخ هو أشر ، والخير المأمور به دوما المحجور هو استباق الخيرات ، طلبا للسابق السابغ في الخير سبقا في الخير في أصله دون سبق المكان أو الزمان.
فالخير للمكلفين أجمعين في شريعة الله هو اجتماعهم على شرعته الأخيرة ، ثم استباقهم فيها ، دون أن يظل كلّ على شرعته ثم التسابق في الجدال ، أو محاولة التوحيد بين هذه الشرائع بفرض المشاركات ورفض