يقتسمون! تنزيلا لساحة الربوبية إلى نازل الخلق المحتاجين بل وأحوج حيث حوّجوه إلى أنفسهم ، ثم جعلوا ما لله لشركائهم؟.
٣ ـ أم ولأنهم شاقوا الله في التشريع تحريما من الأنعام وتحليلا : (وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ)(١٣٨) ـ (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)(١٣٩)؟ وهذه شيمة الأنعام التي لا تعقل وهم أضل منها سبيلا ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) (٤٧ : ١٢). ذلك! ثم لا نجد في سائر سور القرآن ـ المذكورة فيها الأنعام ـ أمثال هذه التنديدات والحجاجات على هؤلاء الأناسي الأنعام إلّا قليلا ، مما يفضل ـ ككل ـ تسمية سورة الأنعام باسمها.
٤ ـ ثم الملاحظ فيها أنها تحمل آية يتيمة منقطعة النظير بحق الدواب ككل ـ الشاملة للأنعام بصورة أخرى هي أحرى ، حيث تجعلها من المحشورين يوم الدين كسائر المكلفين وهي : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (٣٨).
وذلك المربع بكل زواياه وحواياه يرجح اسم الأنعام لهذه السورة كأحرى ما تسمّى به سورة في القرآن وكلّه أحرى مهما اختلفت الدرجات.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)(١) :
__________________
ـ نجدها (٦) مرات فقط في الأنعام و (٢٦) مرة في (٢٣) سورة اخرى.