ذكرت ووصفت فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى» (١).
وليس القهر هنا هو الجبر ، ف «لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين» إنما هو غلبة الإرادة الربانية على كل إرادة ومريد ومراد ، حتى في الأمور الاختيارية ما لا ينافي الإختيار ، فلا يستطيع المختار من تحقيق ما يختار إلّا ـ بالمآل ـ بإرادته تعالى وتقدس دونما تسيير على خير أو شر إلّا فيما يصح ويصلح فيه التسيير.
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)(١٩) :
(أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) على صادق الوحي إليك؟ طبعا هو الله لأنه الأكبر على الإطلاق ، وان شهادة الوحي راجعة إليه ، فلا شاهد أكبر وأحقّ شهادة له منه : (قُلْ كَفى بِاللهِ) ولأن الجواب هنا بيّن للمشركين حيث يعتقدون في ألوهيته وربوبيته الكبرى ، لذلك طوي عن ذكره بقولهم وقوله ، أم إن «قل الله» جواب وهو مع الوصف مبتدء خبره «شهيد ... (٢)».
(قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) وبماذا يشهد؟ (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٧٠٦ في كتاب التوحيد عن الرضا (ع) حديث طويل وفيه يقول (ع): «وأما القاهر فانه ليس على معنى ...».
(٢) نور الثقلين ١ : ٧٠٦ عن التوحيد باسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد قال قال لي ابو الحسن (ع) أما تقول إذا قيل لك أخبرني عن الله أشيء هو أم لا شيء؟ قال : فقلت له : قد اثبت الله نفسه شيئا يقول : قل أي شيء اكبر شهادة قل الله .. فأقول : إنه شيء لا كالأشياء إذ في نفي الشيئية عنه إبطاله ونفيه ، قال لي (ع): صدقت وأصبت.