ثم اللقاء الممكن والمفروض هو بين لقاءنا إياه ولقاءه إيّانا ، وقد يتحملهما لقاء الله ولقاء الرب في وجهي الإضافة إلى المفعول والفاعل ، أننا نلاقيه وهو يلاقينا.
فلقاءه خلقه ككلّ في واجهة العلم والقدرة والرحمة الرحمانية العامة هو لزام الخلق (وَهُوَ مَعَكُمْ) في هذا المثلث (أَيْنَ ما كُنْتُمْ) ولا يعني لقاءهم بذاته في زمان أو مكان أو أيّا كان حيث لا يحويه زمان ولا مكان ، فالمعية في لقاءه خلقه لا تعني إلّا القيوميّة بكل قواماتها.
ولقاء خلقه إياه في كل ما لديهم فقرا ذاتيا وأفعاليا وصفاتيا إليه ـ كذلك ـ لزام كياننا ، فإنهم متعلقون بالله تعلق اللّاشيء بكل شيء ، فلنا أن نلاقيه معرفيا فعبوديا فزلفى فثوابا آجلا وعاجلا ، فطريا وعقليا وعلميا وشرعيا.
ثم هناك لقاء له إيانا بربوبية التكليف هنا في شرائعه وبربوبية الجزاء هناك بالحساب والثواب والعقاب ، ولقاء لنا إياه فيهما حيث نربّى بهما.
ولقاء له آخر ـ على ضوء ربوبية التكليف ـ إيانا ، أن يقربنا إليه زلفى معرفيا وعبوديا ، ثم جزاء لنا وفاق ولديه مزيد هناك معرفيا وثوابا ، وهذا على قدر لقاءنا إياه (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
والتكذيب بلقاء الله يعم كل هذه اللقاءات في مثلث النشآت ، فمن مكذب بلقاء الله ، نكرانا لألوهيته كما الدهريون ، أو مكذب بلقاء الرب نكرانا لربوبيته الوحيدة تكليفا وجزاء ، وثالث يكذب بأن عبادته وحده على معرفته ومعرفته على عبادته تسبب لقاءه معرفيا هنا زلفى ، وثوابا في كل جنباته في الأخرى.
فهذه قيلة عليلة أن معرفة الله مستحيلة ، فالإقرار به مستحيل فضلا عن