إلّا باطن الغضب.
وفيما يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «رحم الله أخي موسى (عليه السّلام) ليس المخبر كالمعاين ، لقد أخبره الله بفتنة قومه وقد علم أن ما أخبره ربه حق وأنه على ذلك لمتمسك بما في يديه فرجع إلى قومه ورآهم فغضب وألقى الألواح (١).
__________________
ـ موسى ليس المعاين كالمخبر أخبره ربه تبارك وتعالى أن قومه فتنوا بعده فلم يلق الألواح فلما رآهم وعاينهم ألقى الألواح فتكسر منها ما تكسر ، أقول : مثل هذا الإلقاء إلغاء لكتاب الله فلا يصدّق على رسول الله ، فإنما ألقى الألواح بكل حرمة ورعاية تدليلا على أنهم ألغوها في غيابه برأس الزاوية التوحيدية فيها.
وفي المصدر في بصائر الدرجات عن رجل عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : دخل رجل من أهل بلخ عليه فقال له : يا خوزستاني تعرف وادي كذا وكذا؟ قال : نعم قال : من ذلك الصدع يخرج الدجال قال ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : يا يماني تعرف شعب كذا وكذا؟ قال : نعم. قال له : تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا؟ قال : نعم قال له تعرف صخرة تحت الشجرة؟ قال : نعم قال : تلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وفي آخر عنه (عليه السّلام) قال لي أبو جعفر يا أبا الفضل تلك الصخرة التي حين غضب موسى (عليه السّلام) فألقى الألواح فما ذهب من التورية التقمته الصخرة فلما بعث الله رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أدته إليه وهي عندنا. أقول : ألم تكن تلك التي التقمته تحمل شرعة توراتية ، فكيف ظلت في الصخرة فما أدته إلى موسى ولا المسيح (عليهما السّلام) وهي تحمل شرعتهما ، ثم أدتها إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا تحمل شرعته؟!.
(١) نور الثقلين ٢ : ٧٤ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلمان الفارسي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث طويل يقول فيه لعلي (عليه السّلام) : ... وفيه عن روضة الكافي خطبة لعلي (عليه السّلام) وهي الخطبة الطالوتية وفي آخرها : ثم خرج من المسجد فمر بصبرة فيها نحو من ثلاثين شاة فقال : والله لو أن رجالا ينصحون لله عزّ وجلّ ولرسوله بعدد هذه الأشياء لأزلت ابن آكلة الذبان ـ جمع ذباب ـ عن ملكه فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلا على الموت فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : أغدوا بنا إلى أحجار الزيت محلقين وحلق أمير المؤمنين (عليه السّلام) فما وافى القوم محلقا إلا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر وجاء سلمان في آخر القوم فرفع يده