فأبوا أن يسمعوا» (١٢) قال لهم رسول هذا القرآن «هذه» الشرعة القرآنية «هي الراحة فأريحوا الرازح» عن أسره وإصره ، وحلوه عن غلّه وغلّه.
هذا (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وهذه زوايا أربع لقاعدة إتّباعه : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ..) إيمانا به كما هو ، وتعزيرا له : دفاعا عنه ، وهو الحالة السلبية تجاهه ذودا عنه ما يمس كرامته ، ونصرة إياه ، وهو الحالة الإيجابية تجاهه ، تحقيقا حقيقا لكلمة الإخلاص : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) سلبا وإيجابا عمليا ، بعد الإيمان به قلبيا ، وهذه الثلاثة تكرّس في الزاوية الرابعة : (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) وهو القرآن ، اتباعا في كل حقوله في كل الحقول ، لا اتباعا في خيال خاو زاو ، دون أن يظهر في حال وفعال ، أو يخطر خطرّ له ببال.
(أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) في كل معتركات الحياة ، المفلجون كل دوائر السوء المتربصة بهذه الرسالة السامية.
وإنما «أنزل معه» دون «أنزل عليه» لنعرف المعية بين القرآن ورسول القرآن فهما فرقدان لا يتفارقان وكلّ دليل على صاحبه ، فكما إتباع النور الذي أنزل معه مفروض ، كذلك إتباعه في سنته الجامعة غير المفرقة ، فهما نوران متواتيان متواليان مهما كان نور القرآن أطول أمدا وأبقى أبدا فإنه الثقل الأكبر.
وهنا مثلث (آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ) يتوحد في (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) فإنه إمامه حيث هو أمامه في كل رسالاته ، وهذا النور المتّبع هو الذي يأمرنا باتباعه كمأموم أول لذلك الإمام ، فلنصطفّ وراءه اقتداء بالقرآن الإمام ، لكي نفلح كما هو أفلح ، ونفلج خصومنا كما هو أفلج.
تتمه فيها إشارات إلى بشارات
كما في تصريحات آيات كهذه وفي روايات الإحتجاجات للرسول