ذلك خزي لهم في الحياة كأشخاص خصوص ، ومن ثم خزي لهم يشملهم ما هم متخلفون عن شرعة الله :
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)(١٦٧).
والتأذن هو التكلف بأذان : النداء الإعلان الإعلام ، وهو مأوّل لساحة الربوبية بكثرة النداء ومبالغته ، وهنا «ربك» لمحة إلى مدى ذلك التأذن للحفاظ على هذه الشرعة الربانية الخاصة التي تعاديها الصهيونية العالمية ، وتتربص بها كل دوائر السوء.
كلام حول الحيلة ـ الشرعية!.
الحيلة ـ كيفما كانت ـ لا دور لها في أحكام الله ، وكيف يحتال الله في حكمه أم يسمح بحيلة تحول بين حكمه وتحقيقه ، وما هي الحاجة إلى الحيلة في أحكام الله ، والله هو الحاكم يحكم كيف يشاء؟!
فحين يقول (وَحَرَّمَ الرِّبا) لا يعني إلّا واقع الأكل بالباطل لواقع الاختلال المعيشي فيه ، حيث الربا هو الزيادة عن المستحق فهو باطل عاطل ، فهل الحيل الربوية تحوّل الأكل بالباطل إلى الحق ، بحيلة لفظية أو عملية ، والمحرم هو واقع الربا دون لفظته وصيغته.
وترى هنا فارقا في واقع الأكل بالباطل بين من يربي ماله بقدر قدر زمن القرض ، بألف ، وبين من يبيع عشرة آلاف مع سمّ الخياط بأحد عشر ألفا بنفس القدر؟ وليس يباع عشرة آلاف بأحد عشر ألفا ، ولاسم الخياط بألف! إلا سفاهة وحماقة هي تبطل المعاملة قبل كونها أكلا بالباطل.
ولو استحلت الحيلة الشرعية في هذه الأمور التي هي محظورة بواقعها ، لحلت كل المحرمات الواقعية بهذه الحيل ، وأصبح شارع الشرعة بواقعها ، هادما لها بالحيل التي تحول دون تحقيق الحق فيها ، ولأمكن تحليل كل ألوان المعاملات الربوية بيعا وقرضا وما أشبه.