يحظّر عن أحاديث تخالف القرآن يتبعونها ويخالفون كتاب الله بقوله : «اعزم على كل من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه ، فإنما هلك الناس حيث اتبعوا أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم» (١).
كلام حول حدود الأمر والنهي :
كما أن نطاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واسع بالنسبة للمأمور والمنهي ، فلا يشترط حاضر التأثير ولا جوازه ، وإنما هما (عُذْراً أَوْ نُذْراً).
كذلك الآمر والناهي لا يشترط فيهما الائتمار بكل أمر والانتهاء عن كل نهي ، وإلّا لم يحصل كفاح وكفاف في حقل الأمر والنهي ، فإنما الشرط هنا ائتمار الآمر بما يأمر به وانتهاء الناهي عما ينهى عنه ، فالتارك للمأمور به والمقترف للمنهي عنه ، ولا سيما المتجاهر ، ليس له الأمر والنهي كما تدل عليه آيات وروايات مسرودة في بابه بصورة مفصلة (٢).
فالأمر والنهي ما لم يحملا ضررا هما أهم من تركهما على الآمر والناهي ، أو من فعلهما على المأمور والمنهي ، هما مفروضان ، فما لم يحمل المأمور بأمره على تصلبه في ترك الواجب ، أو يحمل المنهي بنهيه على تصلبه في ترك المحرم ، فهما واجبان على سائر شروطهما.
إذا ، فقد يجب على تارك المعروف وفاعل المنكر خفية أن يأمر وينهي ، ويحرم على الجاهر أن يأمر وينهى ، قضية الهدف الاسمي من الأمر والنهي ، فكل مؤمن له ـ على أية حال ـ مسئوليتان اثنتان ، تبني شخصه مؤمنا ، وتبني الآخرين ، بصورة مترتبة أو متوازية ، ما لم يضر في تبني الآخرين بأصل الهدف.
__________________
(١) رجال الكشي ص ٢٢ عن جابر بن عبد الله عن عبد الله بن يسار سمعت عليا (عليه السّلام) يقول : .. وفيه عن سلمان الفارسي : «هربتم من القرآن إلى الأحاديث ، وجدتم كتابا دقيقا حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل فضاق بكم وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكم!.
(٢) هي في تفسير آية البقرة «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ..».