على خطريها : شقيها وسعيدها» (الخطبة ٧٠) ثبت قلوبنا على دينك.
فقلوب المؤمنين المطمئنين بالله تتقلب إلى الرشد والنور ، وقلوب من سواهم تتقلب إلى النار «قاسية عن حظها ، لاهية عن رشدها ، سالكة في غير مضمارها ، كأن المعني سواها ، وكأن الرشد في إحراز دنياها» (١) «فالصورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان وذلك ميت الأحياء» (٨٥) ـ
ف «أين القلوب التي وهبت لله ، وعوقدت على طاعة الله» (١٤٢) ـ
فلو شغلت قلبك أيها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة ، لزهقت نفسك شوقا إليها ، ولتحملت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها ، جعلنا الله وإياكم ممن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته (١٦٣) ـ و «أخذ الله بقلوبنا وقلوبكم إلى الحق وألهمنا وإياكم الصبر» (١٧١) ـ
«وإن لسان المؤمن من وراء قلبه ، وإن قلب المنافق من وراء لسانه ، لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، وإن كان شرا واراه ، وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه ، لا يدري ماذا له وماذا عليه ، ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» (١٧٤) ـ
«ولكن الله يختبر عباده بأنواع الشدائد ، ويتعبدهم بأنواع المجاهد ، ويبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتكبر من قلوبهم ، وإسكانا للتذلل في
__________________
(١) نهج البلاغة الخطبة ٨١ / ٢ / ١٤٣. وكذلك التي تتلوها بارقامها.