عليه وآله وسلم) قال : أخبرت أنهم أصحاب الجمل (١) وفتنتهم في ليلة القدر هل هي ماضية أم مستمرة (٢) وما أشبه من فتن صعبة ملتوية تجعل المتوسطين في الإيمان حيارى ، فضلا عن البسيطين كفتنة الرماة يوم أحد ، وهنالك مجالة حق التقوى حفاظا على صالح الهدى.
ولقد تعترضكم فتن تزلزل فيها أركان الإيمان ، ما ليس لها بقية إلّا بكامل التقوى والإيمان : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) (٢ : ٢١٤).
ف «يا أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة» (الخطبة ٥) ـ فإن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطرات المطر إلى كل نفس بما
__________________
ـ وفي ملحقات أحقاق الحق ٣ : ٥٤٦ عن النيشابوري تفسيره ٩ : ١٣٤ بهامش تفسير الطبري.
وفيه ١٤ : ٣٩٩ عن الحسكاني في شواهد التنزيل ١ : ٢٠٦ بسند متصل عن ابن عباس قال : لمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي ، وعن الزبير بن العوام أنه قرأ هذه الآية فقال : ما شعرت أن هذه الآية نزلت فينا إلا اليوم ، يعني يوم الجمل في محاربته عليا ، وفيه عن ابن عباس في الآية قال : حذر الله أصحاب محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن يقاتلوا عليا.
(١) المصدر عن العياشي عن إسماعيل السرى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) : .. ، وفي تفسير الفخر الرازي ١٥ : ١٤٩ عن السدي نزلت في أهل بدر اقتتلوا يوم الجمل وروي أن الزبير كان يساير النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) يوما إذ أقبل علي رضي الله عنه فضحك إليه الزبير فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : كيف حبك لعلي؟ فقال يا رسول الله أحبه كحبي لولدي أو أشد ، فقال : كيف أنت إذا سرت تقاتله.
(٢) المصدر في أصول الكافي باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) عن علي بن الحسين (عليهما السلام) حديث طويل وفيه : ثم قال في كتابه (وَاتَّقُوا فِتْنَةً) في (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) يقول : إن محمدا (صلّى الله عليه وآله وسلم) يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عزّ وجلّ : مضت ليلة القدر مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فهذه فتنة أصابتهم خاصة.