__________________
ـ مباينا له؟ كما اختاره شارح المطالع ، ونقل كلام الشيخ الرئيس عن الشفاء ، ثم قال : وقد بان منه أن المساوات ليست مشروطة في مطلق التعريف ، بل في التعريف التام.
٢٣ ومن جرّاءه اختلفوا في بيان الحدود التامة والناقصة والرسوم التامة والناقصة اختلافا عظيما ، فصار تقسيم التعريف إلى الأربعة عند الظاهريين تقسيما مخالفا لما هو عند المتوسطين ، وقد قسم صاحب أساس الاقتباس تقسيما ثالثا يخالف كليهما ، ولذلك فالحد التام عند بعض منهم حد ناقص عند الآخرين ، وكذلك الرسم ، كما يكون الحد والرسم الناقصان عند بعض غير حد ولا رسم عند الآخرين.
٢٣ وفي أن الحد الناقص والرسمين هل تدل على الماهية بالالتزام؟ كما ذهب إليه الشيخ والمحقق الطوسي ، أم لا تدل عليها أصلا؟ كما ذهب إليه صاحب المحاكمات بقوله : الحادّ بالحد الناقص لم يرد به ماهية المحدود ، ولا الراسم ماهية المرسوم ، وإلّا لكانا حدين تامين ، بل لم يردا بهما إلّا مفهوميهما المطابقين وهو ظاهر.
٢٤ وفي جواز تركّب الماهية كالجنس العالي والفصل الأخير من أمرين متساويين أو أمور متساوية كلّ منها فصل مع عدم كونه مميزا عن المشاركات الجنسية ، كما ذهب إليه جماعة من متأخري المنطقيين على ما قال صاحب المحاكمات ، وعدم جواز التركب كما ذهب إليه الشيخ والمحقق.
٢٥ وفي أن مناط الفصلية هل هو التميّز عن جميع المشاركات؟ كما يظهر من الشيخ والمحقق ، أو عن بعضها؟ كما ذهب إليه صاحب المحاكمات وجمع كثير (راجع الإشارات والمحاكمات).
٢٦ وفي أن التعريف هل يجب أن يكون بأمور؟ كما ذهب إليه الشيخ الإشراقي ، ولهذا أنكر كون الناطق حدا ناقصا ، والضاحك رسما ناقصا ، وذهب أيضا إلى أن الفكر هو ترتيب أمور لا أمر واحد ، أم يكفي كونه بأمر واحد كما ذهب إليه المتأخرون (راجع حكمة الإشراق).
٢٧ ومن هنا أنبعث خلاف آخر عظيم هو أنهم اختلفوا في إمكان معرفة البسائط كالأجناس العالية من طريق التعريف كما ذهب إليه صدر المتألهين ، أو امتناعه كما ذهب إليه الشيخ الإشراقي ، وشدد النكير على المشائين بأن البسائط أي الفصول ـ لا يمكن معرفتها إلّا بأمور محسوسة ظاهرة للحس ، أو من طريق الكشف والشهود ، وقد ذكر صدر المتألهين في هامشه على هذا المقام أن البسائط سواء أكانت أجزاء الحدود أم لا قد تعرف بوجوه أخرى غير ما ذكره المصنف ، منها ما ذكره الشيخ الرئيس بقوله في الحكمة المشرقية : أن الأشياء المركبة قد توجد لها حدود غير مركبة من الأجناس والفصول ، وبعض البسائط توجد لها لوازم يوصل الذهن تصورها إلى حاقّ الملزومات ، وتعريفاتها لا تقصر عن ـ