اختصاص اسم الإيمان وما أشبه من أسماء عامة للمسلمين ، ذلك الإختصاص بفرقة دون آخرين هو اختصاص ضرار ، يعمل بين المسلمين تضادا خاويا عن أي أصل إلا مختلق هذه الأسماء المحتلة.
ذلك والضرار بدركاته ليس إلا من الأشرار ، ولا سيما المعنون بعناوين الأخيار ، كالمسجد الضرار ، وإمامة الجماعة الضرار ، وتأسيس حفلات الضرار ، والدروس الضرار ، فكلما كان الضرار أضر بالمسلمين وبالإسلام ، كان أشر وأخطر ، يجب على المسلمين الحياد عنه دفاعا صارما لكيلا يفشو بين المسلمين فيتفشى الفساد بينهم في أي من النواميس الخمس.
(لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)(١٠٨).
نهي صارم عن القيام في مسجد الضرار ، فلا تصلح أو تصح فيه صلاة من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والذين معه ، فلما ذا ـ إذا ـ يبقى قائما على ساقه؟ ألكي يستمر الضرار والكفر والتفريق والإرصاد؟ لذلك أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإحراقه بمن فيه وما فيه حيث كان فيه ما فيه (١) ، ثم لم ير التاريخ الإسلامي بعد إحراقه عمارة وبنيانا في مكانه لأي غرض كان.
(لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) وهو مسجد قباء أول مسجدين في الإسلام (٢) أو مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أم
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٢٧٦ عن أبي رهم كلثوم بن الحصين الغفاري وكان من الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة .... فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف ومعن بن عدي أحد بلعجلان فقال : انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدما وحرقاه فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف وهم رهط مالك بن الدخشم فقال مالك لمعن أنظرني حتى أخرج إليك فدخل إلى أهله فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا ثم خرج يشتدان وفيه أهله فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه.
(٢) تضاربت الروايات في المعني من «لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى» منها المروي عنه (صلى ـ