كلمة التقديم
بقلم الدكتور عباس الترجمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين ، والطيّبين من أصحابه أجمعين.
جاء الاسلام الحنيف ، بأحكامه العادلة ، لينقذ الانسانية المعذّبة من هلكات الجهل ، وويلات الظلم ، ومداحض التمرّد والعصيان ، وعبادة الاوثان. فأمر الناس بالتوحيد ، وسلك لهم سبلاً ، وسنّ لهم قوانين وأنظمةً تنيز لهم نواحي الحياة بجميع أبعادها ، وأنزل الكتاب الدستور الأساس ، فيه تبيان كل شيء ، وجعله نبراساً للساري ، ونوراً للمهتدي ، وشفاء لصدور المؤمنين ، وخساراً للكافرين.
وبعث رسوله الكريم ـ صلّى الله عليه وآله ـ به بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى الهدى وسراجاً منيراً ، وهادياً إلى كتابه شارحاً ومفسّراً ومؤوّلاً. فهو أوّل مفسّرٍ للقرآن الكريم ، يتلو عليهم آياته ، ويعلّمهم الكتاب والحكمة ، يبيّن محكمه ، ويفسّر غوامضه ، ويوؤّل متشابهه ...
والبررة من أصحابه يحوطونه كما يحوط الفراش السراج المنير ، يتزوّدون من نوره الوهّاج ، ليهتدوا إلى سبل الفجاج من سماحة أحكام القرآن. ولذا فقد اهتمّ المسلمون منذ صدر الاسلام حتى يومنا هذا بالقرآن الكريم ، ليفوزوا به الفوز العظيم في الدنيا والآخرة. فبادروا إلى حفظه والمحافظة