حسداً وطلباً للرئاسة لا لشبهة فيه وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ وعيد لمن كفر منهم.
(٢٠) فَإِنْ حَاجُّوكَ في الدين وجادلوك فيه بعد ما أقمت لهم الحجج فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ أخلصت نفسي وجملتي له لا أشرك فيها غيره ، قيل عبّر عن النفس بالوجه لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة ومظهر القوى والحواس وَمَنِ اتَّبَعَنِ وأسلم من اتّبعني وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ الذين لا كتاب لهم كمشركي العرب أَسْلَمْتُمْ كما أسلمت لما أوضحت لكم الحجة أم أنتم بعد على كفركم ونظيره قوله فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا فقد نفعوا أنفسهم بأن أخرجوها من الضلال وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ فلم يضروك إذ ما عليك الا أن تبلّغ وقد بلّغت وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ وعد ووعيد.
(٢١) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ قيل هم أهل الكتاب الذين في عصره صلّى الله عليه وآله قتل أوائلهم الأنبياء ومتابعيهم من عباد بني إسرائيل وهم رضوا به وقصدوا قتل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين ولكن الله عصمهم وقد سبق مثله في سورة البقرة وقرئ يقاتلون الذين.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم : انه سئل أي الناس أشدّ عذاباً يوم القيامة قال رجل قتل نبياً أو رجلاً أمر بمعروف أو نهى عن منكر ثمّ قرأ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ثم قال قتلت بنوا إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً من أوّل النهار في ساعة واحدة فقام مائة رجل واثنا عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل فأمروا مَن قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعاً من آخر النهار في ذلك اليوم وهو الذي ذكره الله تعالى.
(٢٢) أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ إذ لم ينالوا بها المدح والثناء ولم تحقن دماؤهم وأموالهم ولم يستحقوا بها الأجر والثواب وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ يدفعون عنهم العذاب.
(٢٣) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ قيل يريد به أحبار اليهود اعطوا حظّاً