الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ فكذّبهم الله فيمَا انتحلوه من الإِيمان بقوله انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ.
والقمّيّ مقطوعاً قال : انها في قدريّة (١) هذه الأمّة يحشرهم الله تعالى يوم القيامة مع الصابئين والنّصارى والمجوس فيقولون وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ يقول الله تعالى انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ قال وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إنّ لكلّ أمّة مجوساً ومجوس هذه الأمّة الّذين يقولون لا قَدَر ويزعمون أنّ المشيئة والقدرة إليهم ولهم.
(٢٥) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حين تتلو القرآن وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أغطية جمع كنان وهو ما يستر الشيء أَنْ يَفْقَهُوهُ كراهة أن يفقهوه وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً (٢) يمنع من استماعه كناية عن نبوّ (٣) قلوبهم وأسماعهم عن قبوله وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها لفرط عنادهم واستحكام التقليد فيهم حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يخاصمونك يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ الأساطير الأباطيل وأصله السطر بمعنى الخطّ والمعنى بلغ تكذيبهم الآيات الى أنّهم يجادلونك ويناكرونك ويجعلون كلام الله الذي هو أصدق الحديث خرافات الأوّلين وهي غاية التكذيب وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ القمّيّ قال بنو هاشم كانوا ينصرون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ويمنعون قريشاً عنه وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ أي يباعدونه ولا يؤمنون به وَإِنْ يُهْلِكُونَ وما يهلكون بذلك إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ انّ ضررهم لا يتعداهم إلى غيرهم.
(٢٧) وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ جوابه محذوف يعني لو تراهم حين يوقفون على النار حتّى يعاينوها أو حين يطّلعون عليها بالدّخول لرأيته أمراً فظيعاً (٤)
__________________
(١) في الحديث ذكر القدريّة وهم المنسوبون الى القدر ويزعمون أنّ كل عبد خالق فعله ولا يرون المعاصي والكفر بتقدير الله ومشيّته فنسبوا الى القدر لأنّه بدعتهم وضلالتهم. وفي شرح المواقف قيل القدريّة هم المعتزلة لإستناد أفعالهم الى قدرتهم وفي الحديث : لا يدخل الجنّة قدري وهو الذي يقول لا يكون ما شاء الله ويكون ما شاء إبليس.
(٢) الوقر بالفتح الثّقل في الإذن.
(٣) نبا السّيف ينبو من باب قتل نبّوا على فعول : كلّ ورجع من غير قطع.
(٤) فظع الأمر بالضمّ فهو فظاعة فهو فظيع أي شديد شنيع جاوزا المقدار.