القمّيّ قال نزلت في بني أميّة فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ تمنّوا أن يرجعوا إلى الدنيا وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عطف على نُرَدُّ أو ابتداء كلام وقرئ بالنصب فيهما على الجواب بإضمار ان بعد الواو وإجراء لها مجرى الفاء وبرفع الأول ونصب الثاني.
(٢٨) بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ من نفاقهم وقبايح أعمالهم فتمنّوا ما تمنّوا ضجراً لا عزماً على أنهم لو ردّوا لآمَنُوا وَلَوْ رُدُّوا أي الى الدّنيا بعد الوقوف والظّهور لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ من الكفر والمعاصي وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فيما وعدوا من أنفسهم لا يفون به.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنهم ملعونون في الأصل.
(٢٩) وَقالُوا عطف على لَعادُوا أو ابتداء إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا الضّمير للحيوة وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ.
(٣٠) وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ للتوبيخ والسّؤال كما يوقف العبد الجاني بين يدي مولاه كناية عن اطّلاعهم على الربّ وجزائه والوقوف بمعنى الإِطّلاع قالَ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِ تعيير من الله لهم على تكذيبهم بالبعث قالُوا بَلى وَرَبِّنا اقّروا وأكدّوا باليمين لانجلاءِ الأمر غاية الجلاءِ قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ بسبب كفركم.
(٣١) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ ببلوغ الآخرة وما يتصل به من الجزاءِ إذ فاتهم النّعيم واستوجبُوا العذاب المقيم حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ غاية لكذّبوا لا لخسر لأنّ خسرانهم لا غاية له بَغْتَةً فجأة قالُوا يا حَسْرَتَنا أي تعالي فهذا أوانُك عَلى ما فَرَّطْنا قصّرنا فيها قيل أي في الدّنيا وان لم يجر لها ذكر للعلم بها أو في السّاعة أي في شأنها والإِيمان بها أو في الجنّة يعني في طلبها والعمل لها لما روي عن النّبي صلّى الله عليه وآله : في هذه الآية يرى أهل النّار منازلهم من الجنّة فيقولون يا حَسْرَتَنا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ تمثيل لاستحقاقهم آضار (١) الآثام أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ بئس شيئاً
__________________
(١) الوَضَرُ بالتحريك الدّرن والدّسم يقال وضرت القصعة أي دسمت ووضره وضراً فهو وضِر مثل وسخ وسخاً فهو وسخ وزناً ومعنىً فعلى هذا الآضار جمع وضر.