وفي التّهذيب عنه عليه السلام : في هذه الآية قال الغسل عند لقاء كل إمام.
والعيّاشيّ عنه عليه السلام : يعني الأئمّة عليهم السلام وقيل هو أمر بلبس الثياب في الصّلوة والطّواف وكانوا يطوفون عراة ويقولون لا نعبد في ثياب أذنبنا فيها.
القمّيّ أنّ أناساً كانوا يطوفون عراة بالبيت الرجال بالنهار والنساء بالليل فأمرهم الله بلبس الثياب وكانوا لا يأكلون الا قوتاً فأمرهم الله أن يأكلوا ويشربوا ولا يسرفوا.
أقول : يعني في أيّام حجهم يعظّمون بذلك حجهم وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ما طاب لكم وَلا تُسْرِفُوا بالإفراط والإتلاف وبالتعدي الى الحرام وبتحريم الحلال وغير ذلك قيل (١) لقد جمع الله الطبّ في نصف آية فقال كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا وهو ناظر إلى الإفراط في الأكل وهو مذموم في اخبار كثيرة إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ لا يرضى فعلهم.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام قال : أترى الله أعطى من أعطى من كرامته عليه ومنع من منع من هوان به عليه لا ولكنّ المال مال الله يضعه عند الرّجُل ودايع وجوز لهم أن يأكلوا قصداً ويشربوا قصداً ويلبسوا قصداً وينكحوا قصداً ويركبوا قصداً ويعودوا بما سوى ذلك على فقراءِ المؤمنين ويلمّوا به شعثهم فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالاً ويشرب حلالاً ويركب حلالاً وينكح حلالاً ومن عدا ذلك كان عليه حراماً ثمّ قال وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ أترى الله ائتمن رجلاً على مال خوّل (٢) له أن يشتري فرساً بعشرة آلاف درهم ويجزيه فرس بعشرين درهماً ويشتري جارية بألف دينار ويجزيه بعشرين ديناراً وقال لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ وعنه عليه السلام قال : من سأل الناس شيئاً وعنده ما يقوته يومه فهو من الْمُسْرِفِينَ.
__________________
(١) وقد حكى انّ الرّشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال ذات يوم لعلي بن الحسين بن راقد ليس في كتابكم من علم الطّب شيء والعلم علمان علم الأبدان وعلم الأديان فقال له عليّ قد جمع الله الطبّ كلّه في نصف آية من كتابه وهو قوله كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا وجمع نبيّنا (ص) الطبّ في قوله : المعدة بيت الأدواء والحمية رأس كل دواء وأعط كلّ بدن ما عوّدته فقال الطبيب ما ترك كتابكم ولا نبيّكم لجالينوس طبّاً.
(٢) خوّله الله المال أعطاه إياه متفضلاً.