وعنه عليه السلام : يعني أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم : هذه لكم وقد أعطى قوم موسى مثلها.
وعنه صلّى الله عليه وآله وسلم : هي لأمّتي بالحق يأخذون وبالحق يعطون وقد أعطى لقوم بين أيديكم مثلها وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ.
أقول : أريد بهذه الأخبار الثلاثة بعض الأمّة كما يدلّ عليه قوله مثلها وما رواه في المجمع : أنّ من أمّتي قوماً على الحق حتّى ينزل عيسى بن مريم.
(١٨٢) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ سنستدنيهم قليلاً قليلاً إلى الهلاك حتّى يقعوا فيه بغتةً وأصل الاستدراج الاستصعاد والاستنزال درجةً بعد درجةٍ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ما يراد بهم وذلك أن تتواتر عليهم النعم فيظنّوا انه لطف من الله بهم فيزدادوا بطراً وانهماكاً في الغيّ حتّى يحق عليهم كلمة العذاب.
القمّيّ قال : تجديد النعم عند المعاصي.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال هو العبد يذنب الذنب فتجدد له النعمة تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب.
وعنه عليه السلام : إذا أراد الله بعبد خيراً فأذنب ذنباً اتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار وإذا أراد بعبد شرّاً فأذنب ذنباً فاتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها وهو قول الله عزّ وجلّ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ بالنعم عند المعاصي.
(١٨٣) وَأُمْلِي لَهُمْ وامهلهم إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١) لا يدفع بشيء إنّما سماه كيداً لأنّ ظاهره إحسان وباطنه خذلان.
__________________
(١) المتين من أسمائه وهو الشّديد القوي الذي لا يعتريه وهن ولا يمسّه لغوب والمعنى في وصفه بالقوّة والمتانة انّه قادر بليغ الاقتدار على كل شيء ومتن الشّيء بالضمّ متانة اشتدّ وصلب فهو متين.