ملكاً مقرّباً ولا نبيّاً مرسلاً لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها لا يظهرها في وقتها إِلَّا هُوَ يعني ان الخفاء بها مستمر على غيره إلى وقت وقوعها واللام للتوقيت ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عظمت على أهلها من الملائكة والثقلين لهو لها وشدّتها لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً فجأة على غفلة.
في الجوامع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم : أنّ السَّاعَةِ تهيج بالناس والرّجل يصلح حوضه والرجل يسقي ماشيته والرجل يقوم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها (١) قيل أي عالم بها وأصله كأنّك حفيت بالسؤال حتّى علمتها أي استقصيت والحفت (٢) قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ لم يؤته أحداً من خلقه لأنّه من علم الغيب الذي استأثر الله به وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ انه المختص بالعلم بها.
القمّيّ : إنَّ قريشاً بعثت العاص بن وائل السهمي والنضر بن الحارث بن كلدة وعقبة بن أبي معيط إلى نجران ليتعلّموا من علماء اليهود مسائل يسألونها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وكان فيها سألوا محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلم متى تقوم الساعة فان ادّعى علم ذلك فهو كاذب فانّ قيام الساعة لم يطّلع الله عليه ملكاً مقرّباً ولا نبيّاً مرسلاً فلمّا سألوه نزلت.
(١٨٨) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا جلب نفع ولا دفع ضرر وهو إظهار للعبودية والتبري عن ادّعاء العلم بالغيوب إِلَّا ما شاءَ اللهُ من ذلك فيلهمني إيّاه ويوفّقني له وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ.
في المعاني والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : يعني الفقر والقمّيّ قال كنت أختار
__________________
(١) أي كأنّك استحفيت بالسؤال عنها حتّى علمتها والحفيّ المستقصي بالسؤال عن الشّيء وأعفى فلان في المسألة إذا ألحّ فيها وبالغ.
(٢) قوله تعالى لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً أي الحاحاً وهو أن يلازم المسئول حتّي يعطيه من قولهم لحفني من فضل لحافه أي أعطاني من فضل ما عنده والمعنى على ما قيل لا يسألون وإن سألوا عن ضرورة لم يلحفوا.