(٢٠١) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ لمة (١) منه كأنها طافت بهم ودارت حولهم ولم تقدر ان تؤثّر فيهم وقرء طيف بغير الف تَذَكَّرُوا ما أمر الله به ونهى عنه فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ مواقع الخطأ ومكايد الشيطان فيحترزون عنها.
في الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : هو العبد يهمّ بالذنب ثمّ يتذكر فيمسك وفي رواية فيدعه وفي أُخرى فيبصر ويقصر.
والقمّيّ قال إذا ذكّرهم الشيطان المعاصي وحملهم عليها يذكرون اسم الله فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ.
(٢٠٢) وَإِخْوانُهُمْ واخوان الشياطين يعني الذين لم يتّقوا يَمُدُّونَهُمْ الشياطين وقرء بضم الياء وكسر الميم فِي الغَيِ بالتزيين والحمل عليه ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ لا يمسكون عن اغوائهم حتّى يصرُّوا ولا يرجعوا فيهلكوا أو لا يقصر الاخوان عن الغيّ.
(٢٠٣) وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ من القرآن أو بآية ممّا اقترحوه قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها هلّا جمعتها تقوّلاً من عند نفسك كسائر ما تقرأ أو هلّا طلبتها من الله قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي لست بمختلق للآيات أو لست بمقترح لها هذا القرآن بَصائِرُ للقلوب بها تبصر الحق مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.
(٢٠٤) وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ قيل نزلت في الصلاة كانوا يتكلمون فيها فأمروا باستماع قراءة الإِمام والإِنصات له.
في الفقيه عن الباقر عليه السلام : إن كنت خلف إمام فلا تقرأن شيئاً في الأوليين وانصت لقراءته ولا تقرأن شيئاً في الأخيرتين فانّ الله يقول للمؤمنين وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ يعني في الفريضة خلف الإِمام فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ والأخيرتان تبع للأوّليتين.
__________________
(١) وفي حديث ابن مسعود لابن آدم : لمّتان لمة من الملك ولمّة من الشيطان واللّمة الهمّة والخطرة تقع في القلب أراد إلمام الملك أو الشّيطان به والقرب منه فما كان من خطرات الخير فهو من الملك وما كان من خطرات الشرّ فهو من الشيطان.