سورة المائدة
هي مدنية في قول ابن عبّاس ومجاهد ، وقيل هي مدنية كلها الا قوله : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ فإنّه نزل في حجة الوداع وهي مائة وعشرون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ.
القمّيّ عن الصادق عليه السلام : أي بالعهود.
أقول : الإيفاء والوفاء بمعنى والعقد العهد الموثق ويشمل هاهنا كلّ ما عقد الله على عباده والزَمَهُ إيَّاهم من الايمان به وبملائكته وكتبه ورسله وأوصياءِ رسله وتحليل حلاله وتحريم حرامه والاتيان بفرائضه وسنَته ورعاية حدوده وأوامره ونواهيه وكلّ ما يعقده المؤمنون على أنفسهم للهِ وفما بينهم من عقود الأمانات والمعاملات الغير المحظورة.
والقمّيّ عن الجواد عليه السلام : أنّ رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم عقد عليهم لعليّ بالخلافة في عشر مواطن ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين عليه السلام.
أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ قيل إضافة بيان أريد بها الأزواج الثمانية (١) والمستفاد من ظاهر الأخبار أن بيان حل الأنعام في آيات أُخر.
والمراد هنا بيان حلّ الأجنّة التي في بطونها.
ففي الكافي والتهذيب والفقيه والعيّاشيّ عن أحدهما : في تفسيرها الجنين في بطن أمّه إذا أشعر وأوبر فذكاته ذكاة أمّه.
__________________
(١) الأزواج الثمانية المعز والضّأن والبقر والإبل ذكرها وانثاها ويأتي ما يبينِّ هذا.