لمولانا عبد الغفور في بحث المفعول فيه.
وتطلق الصلة أيضا على جملة خبرية أو ما في معناها متصلة باسم لا يتمّ ذلك الاسم جزءا إلاّ مع هذه الجملة المشتملة على ضمير عائد إليه ، أي إلى ذلك الاسم ، ويسمّى حشوا أيضا ، وذلك الاسم يسمّى موصولا. فقولنا جزءا تمييز أي متصلة باسم لا يتمّ من حيث جزئيته أي لا يكون جزءا تاما من المركّب. والمراد بالجزء التام ما لا يحتاج في كونه جزءا أوليا ينحلّ إليه المركّب أولا إلى انضمام أمر آخر معه كالمبتدإ والخبر والفاعل والمفعول وغيرها. وإنّما نفي كونه جزءا تاما لا جزءا مطلقا لأنّه إذا كان مجموع الموصول والصلة جزءا من المركّب يكون الموصول وحده أيضا جزءا ، لكن لا جزءا تاما أوليا.
قيل هذا إنّما يتمّ لو كان المبتدأ والخبر والمفعول مجموع الصّلة والموصول وليس كذلك ، بل هو الموصول والصّلة تفسير مزيل لإبهامه ولا نصيب له من إعراب الموصول ، فالأولى أن يقال يتمّ من الأفعال الناقصة وجزءا خبره ومعناه ، لا يكون ذلك الاسم جزءا من المركب إلاّ مع هذه الجملة. وإنّما قيل من المركّب لأنّه لو قيل من الكلام لم يشتمل الفضلة لأنّ الفضلة ليست جزءا من الكلام. نعم إنّه جزء من المركّب. لا يقال تعريف الصلة يصدق على الجملة الشرطية المتصلة بأسماء الشرط نحو من تضربه أضربه ، لأنّا نقول من في قولنا من تضرب أضرب مفعول تضرب ، فهو جزء بدون جملة. وقولنا على ضمير الخ يخرج مثل إذ وحيث إذ هما لا يقعان جزءا من التركيب إلاّ مع جملة خبرية مضافة إليهما ، لكن لا تشتمل تلك الجملة على الضمير العائد إليهما. مثال الجملة الخبرية قولنا الذي ضربته زيد. ومثال ما في معناها كاسم الفاعل واسم المفعول قولنا : الضارب زيدا عمرو والمضروب لزيد عمرو. وهذا التعريف أولى مما قيل الصّلة جملة مذكورة بعد الموصول مشتملة على ضمير عائد إليه ، لأخذ الموصول في التعريف فيلزم الدور ، ولأنّه لم يقيّد فيه الجملة بالخبرية فيشتمل الإنشائية ، ولأنّه لا يشتمل ما في معناها. هذا خلاصة ما في شروح الكافية.
وهذا الموصول هو الموصول الاسمي وعرّف بأنّه اسم لا يتمّ جزءا إلاّ مع صلة وعائد. وأمّا الموصول الحرفي فقد عرّف بما أوّل مع ما يليه من الجمل بمصدر كأن الناصبة وما المصدرية ، فخرج نحو صه ومه على قول من يؤوّله بمصدر ، والفعل الذي أضيف إليه الظرف نحو يوم ينفع الصادقين ، لأنّ ذلك مؤول بالمصدر بنفسه لا مع ما يليه ، وهذا الموصول لا يحتاج إلى العائد بل لا يجوز أن يعود إليه شيء ، ولا يلزم أن تكون صلته جملة خبرية في قول سيبويه وأبي علي ، ويلزم ذلك عند غيرهما كما في الموصول الاسمي. ثم الموصول مطلقا لا يتقدّم عليه صلته لا كلاّ ولا بعضا لأنّهما كجزئي الاسم ثبت لأحدهما التقدّم لأنّ الصلة لكونها مبنية للموصول يجب تأخيرها عنه ، فهما كشيء واحد مرتّب الأجزاء ، كذا ذكر مولا زاده (١) في حاشية المختصر (٢).
الصّلح : [في الانكليزية] Peace ، reconciliation ، arrangement ـ [في الفرنسية] Entente ، concordat ، paix
بالضم وسكون اللام في اللغة اسم من المصالحة خلاف المخاصمة مأخوذ من الصّلاح
__________________
(١) مولا زاده : هو عثمان ملا زاده الخطابي (٩٠١ ه). من تصانيفه حاشية المختصر. بروكلمان ، ٥ / ٢٤٩ ، ٢٦١.
(٢) حاشية المختصر : لعثمان ملا زاده الخطابي (٩٠١ ه). والكتاب تعليق على «الشرح المختصر» أو «عروس الافراح» للتفتازاني (٧٩١ ه) الذي هو شرح للجزء الثالث من كتاب «مفتاح العلوم» لسراج الدين ابو يعقوب يوسف بن ابي بكر بن محمد بن علي السكاكي (٦٢٦ ه). بروكلمان ، ج ٥ ، ص ٢٤٩ ـ ٢٦١.