وقيل : الصوفي هو الذي أمات الله فيه حظوظ النفس وأحياه بمشاهدته.
وقال الجنيد : الصوفي كالأرض يعني في التواضع (١).
الصّوم : [في الانكليزية] Fast ـ [في الفرنسية] Jeune
بالفتح وسكون الواو في اللغة الإمساك عن الفعل مطعما كان أو كلاما أو مشيا كما في المفردات ، أو ترك الإنسان الأكل كما في المغرب. وعند الفقهاء ترك الأكل والشرب والوطء من زمان الصبح إلى المغرب مع النّيّة.
فالترك كفّ النفس عن هذه الأفعال فلا يشكل بما فعل نسيانا ، فإنه لا ينقض الصوم. ويرد عليه أنّ ترك الاحتقان والإنزال بالتقبيل ونحوهما شرط في الصوم وجعلها داخلة في الأشياء الثلاثة تكلّف ، والأولى هو ترك المفطرات.
وفيه أنّه يلزم حينئذ الدور إذ المفطرات هي مفسدات الصوم. ثم المراد بالوطء الوطء الكامل فلا يشتمل وطئ بهيمة أو ميتة بلا إنزال كما في النظم (٢). والمراد (٣) بالصبح أول زمان الصبح الصادق أو انتشاره على الخلاف ، وهذا أوسع ، والأول أحوط. والمراد (٤) بالمغرب زمان غيبوبة تمام جرم الشمس بحيث تظهر الظلمة في جهة الشرق ، فإنّه قال صلىاللهعليهوسلم (إذا أقبل الليل من هنا فقد أفطر الصائم) (٥) ، أي إذا وجدت الظلمة حسّا في جهة الشرق فقد دخل في وقت الفطر ، أو صار مفطرا في الحكم لأنّ الليل ليس طرفا لليوم. وإنّما أدّى الأمر بصورة الخبر ترغيبا في تعجيل الإفطار كما في فتح الباري. وقولهم مع النّيّة أي قصد طاعة الله في جزء من أجزاء الوقت المعتبر شرعا ، فخرج إمساك الكافر والحائض والنفساء والمجنون إذ لا يتصوّر قصد الطاعة منهم ، ولا يخرج إمساك الصبي لصحة قصد الطاعة منه وفيه إشارة إلى أنّ صوم ساعة ممّا يتقرّب إلى الله تعالى ، وإلى أنّ النّية لا بدّ أن تتجدّد في كل يوم لجميع الصيامات ، وهذا بلا خلاف سوى رمضان فإنّه يصحّ بنية واحدة عند زفر ، وإلى أنّ من نوى أولا ثم بم يخطر بباله العدم إلى المغرب يكون صائما بالإجماع كمن لم ينو صوما ولا فطرا وهو يعلم أنّه من رمضان لم يكن صائما على الأظهر ، هكذا يستفاد من جامع الرموز والبرجندي.
وثمة خلاف بين العلماء : هل الصوم أفضل أم الصلاة؟ فالجمهور على أنّ الصلاة
__________________
(١) وقيل صوفي آنست كه دل خود را صاف گردانيده باشد مر خداى را عزوجل جز خداى ديگرى را نخواهد. وقيل صوفي آنست كه شوق يكسو نهد ودل پيش نهد وبخل يكسو نهد وايثار پيش نهد. وقيل صوفي آنست كه وى را ذكرى باجماع باشد ووجدى باسماع بود وعملى با اتباع باشد. وقيل صوفي آنكه هميشه با خداى باشد بغير علاقه. وقيل صوفى آنست كه وى را خداى از حظوظ انساني بميراند وبمشاهده خويش باقي گرداند. وقال الجنيد الصوفي كالارض يعني مثل زمين است در تواضع وفروتنى.
(٢) النظم : النظم المنثور : لأبي بكر بن علي الهاملي (٧٦٩ ه). وهو نظم لكتاب «الهداية» لعلي بن ابي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني الرشتاني برهان الدين (٥٩٣ ه). بروكلمان ج ٦ ، ص ٣١٧.
وهناك مجموعة مختلفة من النظم في اللغة والتصوف والقراءات ، ولكن في الفقه واصوله لم نعثر إلا على ما ورد اعلاه ، وكتابي «نظم الفرائد وجمع الفوائد» لشيخ زاده (٩٤٤ ه) ، «ونظم الفرائد في بيان المسائل» لعبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو سفيخي زاده (١٠٧٨ ه) ، وهما اضعف ترجيحا.
(٣) المقصود (م ، ع).
(٤) المقصود (م ، ع).
(٥) «اذا اقبل الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم» صحيح البخاري ، كتاب الصوم ، باب متى يحل فطر الصائم ، ح ٦٣ ، ٣ / ٨١ ، بلفظ : «إذا رأيتم الليل قد اقبل من هاهنا فقد افطر الصائم».