المصارحة بين النسوة ان تختصه بالتهمة فتتقدم النسوة في مصارحة المراودة (قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ) ظهورا لا يحتمل أي خفاء ولا يتحمل ، مهما تحمله من ذي قبل بما حمّلناه (أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)(٥١) شهادة ناصعة دون أية ريبة ولا شائبة ، يقال حصحص البعير في بروكه إذا تمكن واستقر في الأرض ، وكأن اشتقاقه من الحصة حيث بانت حصة الحق عن حصة الباطل بكل تمكن واستقرار ، ولا تبالي الشاهدة هنا أن تشهد له على نفسها ، مستهينة ما وراءها مما يلم بها نفسها ، ومن ناحية أخرى هي طبيعة الحال في الأوساط النسائية في المترفين ، لحد قد يتفاخرن بتلك المراودات إذا كان المراود معترفا بلياقته وصلوحه للمراودة ، حيث التحلل والتميّع وحيونة السعار الجنسي المرتدي ثياب الارستقراطية ، لها مقاييس في الحياة غير ما للشعوب المحطّمة المظلومة.
ولقد تمت هنا الشهادة من الملك والنسوة وامراة العزيز على براءة الصديق ويراعته ، وقد شهد العزيز في أول وهلة : (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) فهل كان هنا غائبا عن المشهد أم ميتا ولذلك لم يشهد ، أما ذا؟ القدر المعلوم انقطاع خبره منذ الوهلة حتى آخر القصة وقد كانت في شهادته الأولى كفاية ، إضافة إلى شاهد من أهلها وشهادة القميص أمن ذا ممن قد مضى؟ والتوراة على تحرّفها شاهدة لصدقة مهما اختلف التعبير أو تهافت في بعض المواضيع (١).
__________________
(١) فالى تتمة الاصحاح ٤١ من سفر التكوين الذي أوردناه من ذي قبل ... وسأل الساقي ان يذكره عند فرعون لعله يخرج من السجن لكن الشيطان أنساه ذلك «أقول : «لكن» هنا يؤيد ما أيدناه بالادلة السبعة «ثم بعد سنتين رأى فرعون في منامه سبع بقرات سمان حسنة المنظر خرجت من نهر وسبع بقرات مهزولة قبيحة المنظر ـ