حَفِيظٌ عَلِيمٌ) فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن ، وكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم وكان يقول الحق ويعمل له فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه! (١).
وفي الحق إنما الحكم لله ومن يمثّل حكم الله من رسله وأوليائه ، والحاكمون على الشعوب دونهم كلهم طغاة ، ومن المفروض على من له أهلية الحكم تكريس الطاقات في كافة الحلقات لإزالة هذه السلطات وتأسيس الحكم الحق قدر المستطاع ، أم ـ ولأقل تقدير ـ التقليل من ظلمهم في سلطاتهم ، فإزالة السلطة الظالمة المغتصبة وتقليلها هما مفروضان دوما على عواتق المؤمنين بالله وبرسالاته.
فمن يندّد بمثل يوسف الصديق والإمام الرضا (عليهما السلام) كفقيه ينقد أئمة الفقه ورسله ، إنه في الحق ليس له فقه بطبيعة الفقه ورسالته الجماهيرية ، وفقه الإسلام الناصع هو فقه الحركات والبركات ، محلقا على كل فقه وفقيه ، ومطبّقا شرعة الله في سياسته الجماهيرية والسلطة الشرعية والزمنية ، دون فكاك له عن السياسة ، وهؤلاء الذين يفصلون الدين عن السياسة في الحق لم يعرفوا الدين ولا السياسة ، وبهذه الجهالة فسحوا كافة المجالات القيادية الزمنية لرجالات السياسة غير الديّنين ، ورجال الدين هم في الوقت نفسه وعاظ السلاطين ، والفقهاء الذين يحصرون الشرعة الإلهية في مدارس وأوراق وحلقات الدروس وفي المساجد وحفلات الوعظ والتعزية ، التي هي تحت هذه السلطات السياسية الجهنمية.
__________________
(١) المصدر الكافي القمي باسناده عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه لا قوام ...