عن الغيب ماضيا او حاضرا او مستقبلا ، حين تصفو النفس أصالة كالأصفياء ، ام ابتلاء و
تذكيرا لفترة او فترات كما في البعض من رؤي غير الأصفياء.
فما منا صالحا وطالحا إلّا وقد رأى في منامه ما يكشف له بعض المغيبات ، ما لا سبيل إليها بالسبل الطبيعية والكسبية المتعودة ، واما رؤي الصالحين الصادقة فكثيرة كثيرة ، ودرجات الكشف في الرؤيا حسب درجات أصحاب الرؤيا ، كما وتأويلاتها في صورها المتوسطة والبعيدة بحاجة الى درجات من الكشف لمن يؤولها إلى حقائقها ، ومن أرقاها ما يلهمه الله أو يوحيه وكما ليوسف الصديق (وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ ..).
فالرؤي الصادقة هي ما تتخطى حواجز الزمان وحواجز المكان وحواجز الأحلام الكاذبة التي يعيشها الإنسان.
وكما تتخفى حواجز الأبدان وعالم الأبدان ، فتشفّ الروح اكثر مما كان ، فترى الحقائق بسيرتها او صورتها متحللة عن مثلث الزمان ، وأبعاد المكان ، ثم الكاذبة لا تحكي إلّا عن هذه الحواجز الباقية على قدرها ، فلا رؤيا إلّا ولها تأويل ، بين صادقة تكشف عن الواقع الحق ، ام كاذبة تكشف عن الواقع المختلق (١).
__________________
(١) وصح عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم ومن شرها ولا يذكرها لأحد فانها لن تضره.
وفي تفسير روح المعاني للآلوسي ١٢ : ١٨١ وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فانها من الله فليحمد الله تعالى وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فانما هي من الشيطان فليستعذ ـ