وآله وسلم) : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى. فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى).
فيا ايها الناظر البصير هل تجد أجمل من وجه ربك الكريم حتى تنظر إليه؟ أو تجد أحب من الله امّن يساميه حتى تحبه دونه أم تحبه معه؟ امّن تجده أكمل منه وأرحم أو يساويه حتى تخضع لديه؟ فكيف تشرك به خلقه وهو الضلال المبين : (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ).
(أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(١٠٧).
لمسة قوية لمشاعرهم لو كانوا يشعرون ، تستجيش شعورهم الكامن ، «أفأمنوا» كما تدل عليه أعمالهم الهاتكة لساحة الربوبية ، الفاتكة سماحة الألوهية «أفأمنوا» حيث (رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها) (أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ) عقوبة تغشاهم ، تلفّهم وتعشاهم (مِنْ عَذابِ اللهِ) غاشية بحرية : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) (٢٠ : ٧٨) أماهيه من برية وجوية تغشى أبدانهم ، فهنالك موتهم عن أبدانهم ، أم غاشية تغشى أرواحهم وبصائرهم : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) (٢ : ٧) (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (٣٦ : ٩) هذه التي تستحل لهم غشاوة العذاب في الدنيا والآخرة : (أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ) موتا كقيامة صغرى ، أم قيامة كبرى «بغتة» حيث الغيب موتا وقيامة مؤصد الأبواب ، لا تمتد إليه عين ولا أذن فما تدري نفس متى تموت أو تقوم القيامة ، (تَأْتِيَهُمْ ... وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) إتيانها فإنها مباغتة (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) ماذا يتوجب عليهم وليأخذوا حذرهم ، فيا ويلاه أن تأتيهم غاشية العذاب أم ساعة الموت او القيامة وهم غافلون ، عائشين غفلة وغفوة حتى الغاشية