أجمعين ، فهم كنفسه في سبيله ودعوته ببصيرته ، رفاقا معه دون فراق إلّا في الأبد ان ، فهم كما يقول صادقهم (عليهم السلام) وكلهم صادقون : «أولنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) آخرنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أوسطنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)».
فلأنه لا بد لهذه الدعوة الأخيرة استمراريتها إلى الأيام الأخيرة ، فلا بد لها بعد صادعها الاوّل من حملة معصومين على طول خط الرسالة ، وكما نعتقده في الائمة الاثنى عشر من أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى القائم المهدي عجل الله تعالى فرجه ، ف «ذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والأوصياء من بعدهم» (١).
فهم أولاء الأكارم ، الذين عناهم الله في آية الدعوة الرسالية المعصومة ، فإنهم «أول من اتبعه على الإيمان به والتصديق له وبما جاء به من عند الله عز وجل» (٢). دون سواهم وإن كانوا من العلماء الربانيين ، فان
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٤٧٦ ح ٢٣٨ في اصول الكافي باسناده عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) قال : ذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ...
وفي روضة الواعظين للمفيد قال الباقر (عليه السلام) في الآية : علي اتبعه.
(٢) في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمر والزبيري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له اخبرني عن الدعاء الى الله والجهاد في سبيله اهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم؟ ام هو مباح لكل من وحد الله عز وجل وآمن برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن كان كذا وكذا فله ان يدعوا الى الله عز وجل والى طاعته وان يجاهد في سبيله؟ فقال : ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم ، قلت : من أولئك؟ قال : من ـ