بصيرتهم تخالطها وتخالجها غير بصيرة مهما كانوا في أخطاءهم غير العامدة معذورين ، وأنهم ـ أيا كانوا ـ ليسوا على صراطه المستقيم ، ولا خارجين عن الشرك كله إلى الإيمان كله.
صحيح (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) ببصارة الفطرة والعقل ثم الشرعة التقليدية ، ولكنها ليست بصيرة معصومة ، والداعية إلى الله يجب أن يكون على بصيرة بالوحي معصومة ، إضافة إلى بصارة العقل والفطرة وأين بصيرة من بصيرة؟!
هنا نعرف بيقين أن الخلافة الرسالية الإسلامية لزامها العصمة الرسالية تستمر دعوة الداعية الصادعة بعيدة عن الأخطاء ، ف «من اتبعني» تخص الإتّباع المطلق لا مطلق الإتّباع ، حتى الذي فيه أخطاء عامدة أم ساهية قاصرة ، بل هو اتباع دون أي تخلف وشذوذ ، وكما اتبع الرسول وحي الله
__________________
ـ قام بشرائط الله عز وجل ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء الى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد ، قلت : فبين لي يرحمك الله ان الله تبارك وتعالى اخبر في كتابه الدعاء اليه ووصف الدعاة اليه ـ الى ان قال ـ : ثم اخبر عن هذه الامة وممن هي وانها من ذرية ابراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط الذين وجبت لهم الدعوة دعوة ابراهيم وإسماعيل من اهل المسجد الذين اخبر عنهم في كتابه انه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، الذين وصفناهم قبل هذا في صفة امة ابراهيم (عليه السلام) الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله : (أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) يعني اوّل من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند الله عز وجل من الامة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك ...» وفي التهذيب في الدعاء بعد صلاة يوم الغدير المسند الى الصادق (عليه السلام): ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه وسبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون وباتخاذ الولايج دونه.