تعلما واعتقادا ونشرا وتطبيقا.
هذه هي الدعوة الاولى كحجر الأساس لها من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلفاءه المعصومين (عليهم السلام) ومن ثم العلماء الأتقياء ، الأفضل منهم فالأفضل بشروطاتها الأساسية المسرودة في آيات الدعوة والأمر والنهي ك (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
دعوة مستمرة على بصيرة ممن هو على صراط مستقيم أو سبيل قويم ، وهو أحق أن يتّبع ممن سواه : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).
أجل وإن أصحاب الدعوة إلى الله لا بد لهم من ذلك التميّز البارع ، إعلانا ـ منذ البداية ـ لما هم عليه دون تزعزع ولا ممارات ، ولما يدعون إليه دون مجارات وأنصاف حلول ، صراطا مستقيما لا حول عنه!.
وتلك هي السنة السنية الرسالية في كل خطوطها بكافة بنودها بمن يحملونها في خيوطها طول الزمان وعرض المكان :
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ)(١٠٩).
(وَما أَرْسَلْنا ... إِلَّا) حصر للرسالة الأصيلة الإلهية في رجال من جنس الإنس ، دون نساء منهم مهما بلغن الذروة من الكمال ، ولا من الجن وسواهم رجالا ولا نساء ، مما يدل على حصر الرسالة في بعدي الرجولة والإنسانية ، فلا تنافي الآيات الصريحة او اللامحة في رسالة الجن فانها على هامش رسالة الإنس ، ولا الرسالة فيمن سوى الجن والانس حيث المجانسة شرط في الرسالة بين الرسول والمرسل إليهم ، إذا فأصل