وكبتهم ، في حين يرون أنها هي الأصل فيقاس عليها القرآن ، فما وافقها منه فمأخوذ من كتبهم ، وما خالفها فمفترى على الله! ، فالنفي «ما كان ..» نفي للفرية «ولكن» إثبات لوحيه إذ يصدق الذي بين يديه ، وليس هو الكتب الرائجة بينهم فإنها بين أيديهم لا بين يديه ، ولا يعني (بَيْنَ يَدَيْهِ) هنا وفي ساير القرآن إلّا ما نزل على أنبياء الله من قبل ، دون المحرف المفترى! كما عرفنا الفوارق بين قصص يوسف وإخوته هنا وفي التورات.
(٤) (وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) يحتاجه العالمون إلى يوم الدين ، وهو زيادة على «ما بين يديه» ـ (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً) (١٧ : ١٢).
وهذه كليّة شاملة لا تشذ شيئا يحتاجه العالمون ، دون سائر الوحي ، كما التورات : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ ..) (٧ : ١٤٥) ف «من» لمحة لامعة إلى تبعيض موعظة وتفصيلا ، ف «كل شيء» كما «موعظة» هما المحتاج إليه في الشرعة الإسرائيلية في دورها المحدود ، إضافة إلى الفرق بين (تَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ) (وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) حيث التنوين التنكير يشير إلى التبعيض المستفاد من «من».
فالقرآن هو تفصيل مطلق للكتاب المكنون عند الله : (وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٠ :) ٣٧) (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً) (٦ : ١١٤).
وسائر كتابات الوحي هي مطلق تفصيل للكتاب دون شمول يعم كل زمن التكليف.
(٥) «وهدى» زائدة على الهدى السابقة عليه في سائر كتابات الوحي.