عابرة ، ولكنما الشرعة الدائبة القرآنية فآيتها دائبة كما هيه ، فلا تكون ـ إذا ـ كما أرسل الأولون.
وعن مطلق الآيات المقترحة أيا كانت : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) دونما أصالة في الإتيان بآية ، أم وكالة عن الله في أيّة آية : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) (٦ : ١٠٩).
طبيعة آيات الرسالات أن تدل على صادق الوحي تدوينية كانت أم تكوينية ، تخويفية أمّاهيه ، فإنما الغاية المقصودة منها هي الحجة البالغة الإلهية ، فليست ـ إذا ـ في كمياتها وكيفياتها ، في أمكنتها وأزمنتها ، في الرسل الذين يؤتونها ، ليست في ذلك كله إلّا كما يراه الله ويرضاه صالحة للتدليل على رسالة الوحي ، ف (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) (٦ :) ١٢٤) : رسالة الوحي ، ورسالة الآية الدالة على الوحي أمّاهيه من كميّة وكيفية في ايّ زمان أو مكان من رسالته.
ف (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) نكران لربوبيته له وإن كان ربا ، إذ ما خوّله استنزال آيات كما يريدون ، ومنها السيئة التي بها يستعجلون ، وكسائر الآيات التي أرسل بها النبيون ، والجواب كلمة قاطعة قاصعة : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) و (إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً .. (٢٩ : ٥٢) (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا ..) (١٠ : ٢٠) مما يخص العلم بالآيات المعجزات والقدرة عليها واستصلاحها بالله تعالى شانه العزيز.
وهنا نجد في الإجابة عن سؤال : (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) تعريفا بكيان الرسول ككل (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) إنذارا بالوحي : (إِنَّما أُنْذِرُكُمْ