قائمة الکتاب
«یمحو الله ما یشاء ويثبت» .. نقص الارض من اطرافها
٢٥٥
إعدادات
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ١٥ ]
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ١٥ ]
تحمیل
أطرافها يعمهما ، مهما نزلت الآيتان في انتقاص الطالحين ، حيث النقص للصالحين إمتحان وابتلاء ، وهو نقض للطالحين وامتهان وبلاء.
(وَاللهُ يَحْكُمُ) هنا وهناك لا سواه و (لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) يتعقبه فيغلب عليه فإن (اللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) في الأولى والآخرة ، فمهما خفي حسابه هنا فهو جلي هناك (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
(وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (٤٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(٤٣).
ان (الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ متعنتين معاندين ـ لم يكونوا ليؤمنوا مهما أتيتهم بكل آية ، فلئن يطلبوا آية على هذه الرسالة فإنها تملك الآية القمة الخالدة وهم بها كافرون ، فضلا عن الآيات الحسية العابرة فإنهم بها أكفر ولها أنكر وأمكر!
فتراهم بعد كل هذه الحجج يقولون (لَسْتَ مُرْسَلاً) فهنالك يا رسول الهدى «قل» قولك الاوّل والأخير كحجة دامغة (كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ).
فكتاب الله : القرآن هو شهادة كافية لله ، ورسول الله شهادة ، ومن عنده علم الكتاب وهو شاهد من رسول الله حيث رباه كما رباه الله ، وهو العالم من اهل الكتاب ـ هما شهادة من الله ، شهادات أربع و (كَفى بِاللهِ شَهِيداً).
فالقرآن شهادة كافية في بعدي الرسالة وآيتها الخالدة : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ