عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً ..) (٢٩ : ٥٢).
والرسول شهادة هو بنفسه لرسالته وكما المرسلون أجمع : (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) (٣٦ : ١٦) حيث التربية الرسالية لائحة في أحوالهم ، ظاهرة في أقوالهم وأعمالهم.
وخليفة الرسول شهادة لهذه الرسالة ، كما العلماء الربانيون من أهل الكتاب (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) (١١ : ١٧).
فالرسول على بينة من ربه هي القرآن ونفسه المقدسة ، وشاهد منه الذي يتلوه هو الإمام علي (عليه السلام) حيث صنعه كنفسه وربّاه كما رباه ربه على عينه ورعايته ، فهو من آيات رسالته كما هو استمرارية لرسالته ، (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً) حيث يحمل بشارات في تصريحات وإشارات بحق القرآن ونبي القرآن وشاهد منه! (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قرآنا كمن يتلوه شاهدا منه وعترته المعصومون أجمعون ، وتوراة كعلماء أهل الكتاب الربانيون حيث يفرحون بما أنزل إليك وهم به يؤمنون.
أفبعد هذه القواعد الأربع من الشهادات الإلهية (لَسْتَ مُرْسَلاً) فلئن أتى بآيات النبيين أجمع لم يكن مرسلا ـ في زعمكم ـ بطريقة أولى ، فإنها أدنى من شهاداته العليا.
النسخة الأصيلة الأولى ممن عنده علم الكتاب هو (شاهِدٌ مِنْهُ) علي