هُمْ غافِلُونَ) فيحسبون كلّ أمر نافذا إلا أمر الله ، كأنه مغلوب على امره! رغم (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (٦٥ : ٣) وقد يعني «أمره» هنا أمر يوسف في ظلال أمره تعالى ، فلا غالب على أمر يوسف الا الله.
وهذه بداية تمكينه في الأرض ، كوسيلة لتمكنّه بعد ردح ، ولمّا انتصب على خزائن الأرض تم ذلك التمكين : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ) (٥٦) فليس تمكنه في بيت العزيز هو فقط تمكينه فكما (وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) كان يستقبله ، كذلك تمكينه المكين يستقبله.
والواو في «ولنعلمه» عطف على محذوف معروف وغير معروف كما حقق الله تعالى فيه من أمره ، كإيتاء الحكم والعلم أمّاذا من مكانات روحية ومكرمات بجانب المكانة الزمنية.
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٢٢) وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢٣) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ