وسوء رأيهم فانّ النظر السوي يقتضي ان يتوكّلوا على الله ويلتجئوا إليه بالاستغفار إذا احتبس القطر عنهم ولم ييئسوا من رحمته وان يبادروا الى الشكر والاستدامة بالطاعة إذا أصابهم برحمته ولم يفرطوا في الاستبشار وان يصبروا على بلائه إذا ضرب زروعهم بالاصفرار ولم يكفروا نعمه.
(٥٢) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وهم مثلهم لمّا سدّوا عن الحقّ مشاعرهم وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ وقرئ بالياء مفتوحة ورفع الصمّ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ قيل قيّد الحكم ليكون أشدّ استحالة فانّ الأصمّ المقبل وان لم يسمع الكلام تفطّن منه بواسطة الحركات شيئاً.
(٥٣) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا لأنّه الذي يتلقّى اللّفظ ويتدبّر المعنى فَهُمْ مُسْلِمُونَ لما تأمرهم به.
(٥٤) اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ابتدأكم ضعفاء أو خلقكم من أصل ضعيف وهو النّطفة ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً وهو بلوغكم الاشدّ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً إذا أخد منكم السنّ يَخْلُقُ ما يَشاءُ من ضعف وقوّة وشيبة وقرئ بفتح الضاد في الجميع وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ.
(٥٥) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ القيامة وهي من الأسماء الغالبة يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا في الدنيا أو في القبور غَيْرَ ساعَةٍ استقلّوا مدّة لبثهم كَذلِكَ مثل ذلك التصرّف عن الصدوق كانُوا يُؤْفَكُونَ يصرفون في الدّنيا.
(٥٦) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ.
في الكافي والعيون عن الرضا عليه السلام في الحديث الذي يصف فيه الإمامة والإمام قال : فقلّدها صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام بأمر الله عزّ وجلّ على رسم ما فرض الله تعالى فصارت في ذرّيته الأصفياء الذين آتاهم الله تعالى العلم والإيمان بقوله وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ الآية لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ في علمه وقضائه وما أوجبه لكم وكتبه إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ الذي أنكرتموه فَهذا