إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا تفرّقوا ولا تمكثوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَ لتضيّق المنزل عليه وعلى أهله واشتغاله بما لا يعنيه فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ من إخراجكم وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ فيأمركم بالخروج وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً شيئاً ينتفع به فَسْئَلُوهُنَ المتاع مِنْ وَراءِ حِجابٍ الستر.
القمّيّ : لما تزوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله بزينب بنت جحش وكان يحبّها فأولم ودعا أصحابه وكان أصحابه إذا أكلوا يخبّون ان يتحدّثوا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان يحبّ ان يخلو مع زينب فأنزل الله عزّ وجلّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى قوله مِنْ وَراءِ حِجابٍ وذلك أنّهم كانوا يدخلون بلا إذن.
وفي العلل عن الصادق عليه السلام قال : كان جبرئيل إذا اتى النبيّ قعد بين يديه قعدة العبد وكان لا يدخل حتّى يستأذنه ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَ من الخواطر الشيطانيّة وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وآله أن تفعلوا ما يكرهه (١) وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً من بعد وفاته أو فراقه إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً ذنباً عظيماً.
(٥٤) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً كنكاحهنّ على ألسنتكم أَوْ تُخْفُوهُ في صدوركم فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً فيعلم ذلك فيجازيكم به القمّيّ : كان سبب نزولها انّه لما أنزل الله النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وحرّم الله نساء النبيّ صلّى الله عليه وآله على المسلمين غضب طلحة فقال يحرّم محمّد علينا نساءه ويتزوّج هو بنسائنا لئن أمات الله محمّداً لنركضنّ بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا فأنزل الله عزّ وجلّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ الآية.
أقولُ : وهذا الحكم يشمل اللّواتي لم يدخل بهنّ.
ففي الكافي عن الحسن البصري : انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله تزوّج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها سناة وكانت من أجمل أهل زمانها فلمّا نظرت إليها
__________________
(١) أي ليس لكم إيذاء رسول الله صلّى الله عليه وآله بمخالفة ما أمر به في نسائه ولا في شيء من الأشياء.