(١٤) فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ أي على سليمان ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ أي الأرضة والأرض فعلها أضيفت إليه تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ عصاه من نساه إذا طرده فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ في المجمع : وفي الشواذ تَبَيَّنَتِ الانس ثمّ نسبها الى السجّاد والصادق عليهما السلام ويأتي ذكرها.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ أوحى الى سليمان بن داود (ع) انّ آية موتك انّ شجرة تخرج من بيت المقدس يقال لها الخرنوبة قال فنظر سليمان يوماً فإذا الشجرة الخرنوبة قد طلعت من بيت المقدس فقال لها ما اسمك قالت الخرنوبة قال فولّى سليمان مدبراً الى محرابه فقام فيه متّكئاً على عصاه فقبض روحه من ساعته قال فجعلت الجنّ والإنس يخدمونه ويسعون في أمره كما كانوا وهم يظنّون انّه حيّ لم يمت يغدون ويروحون وهو قائم ثابت حتّى دبت الأرضة من عصاه فأكلت مِنْسَأَتَهُ فانكسرت وخرّ سليمان إلى الأرض أفلا تسمع لقوله عزّ وجلّ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُ الآية.
وفي العلل عن الباقر عليه السلام قال : أمر سليمان بن داود (ع) الجنّ فصنعوا له قبّة من قوارير فبينا هو متّكئ على عصاه في القبّة ينظر إلى الجنّ كيف يعملون وينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة فإذا هو برجل معه في القبّة ففزع منه فقال له من أنت قال انا الذي لا اقبل الرشا ولا أهاب الملوك انا ملك الموت فقبضه وهو متّكئ على عصاه في القبّة والجن ينظرون إليه قال فمكثوا سنة يَدْابُونَ له حتّى بعث الله عزّ وجلّ الأرضة فأكلت مِنْسَأَتَهُ وهي العصا فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُ الآية قال عليه السلام : فالجن يشكر الأرضة بما عملت بعصا سليمان فما تكاد تراها في مكان الّا وعندها ماء وطين.
والقمّيّ قال : لمّا أوحى الله الى سليمان انّك ميّت أمر الشياطين ان تتخذ له بيتاً من قوارير ووضعوه في لجّة البحر ودخله سليمان فاتّكى على عصاه وكان يقرأ الزّبور والشياطين حوله ينظرون إليه ولا يجسرون أن يبرحوا فبينا هو كذلك إذ حانت منه التفاتة ثمّ ذكر كالحديث السابق ثمّ قال : فَلَمَّا خَرَّ على وجهه تَبَيَّنَتِ الانس انّ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ فهكذا نزلت هذه الآية وذلك أنّ